رواية مكتملة بقلم فاطمه الالفي الجزء الثاني
المحتويات
عمر الخامسة والعشرون ورغم صغر سن توفيق الا انه اكمل مسيرة والده منذ رحيله وأصبح هو الزعيم والكل طوع أمره..
بالقاهرة..
مر أسبوعا أخر وأستقرت حالة أسر الصحية وقرر العودة إلى المنزل وعلم الجميع بخبر حمل زوجته وهذا الخبر جعل قلب خديجة يقرع كالطبول وتهللت أساورها لسعادة ابنها ولكن على الجانب الاخر تنظر لحياة الشاردة دائما وكأنها بعالم اخر غير عالمهم نظرة شفقة وحزن على ما أصابها وأنشغال زوجها عنها فقد كان سليم يقضي طوال الوقت خارج المنزل كما أن عائلتها طلبوا ان تذهب معهم ابنتهم تدخلت خديجة بالأمر ورفضت ان تذهب معهم حياة فهي قادرة على الاهتمام بها.
لذلك زفرت أنفاسها بهدوء وجلست بجوار حياة تربت على ظهرها بحنو وهمس بجانب أذنها
ايه رأيك يا حياة تخرجي معايا
هزت رأسها نافية ولكن أصرت خديجة على الخروج وهاتفت السائق ليقلهم إلى منزل فاروق والد حياة وعزمت على ان تتركها لكي يشعر بها سليم فهي لا تقبل بأن تعامل حياة بهذا الشكل وكما انها أخبرت عائلتها بأن تتم حياة معالجتها هنا بجانب اسرتها وهي ستتردد عليها للاطمئنان على صحتها وتحججت انشغال سليم دائم بسبب عمله وكل شيء على عاتقه بسبب مرض شقيقه.
زفر أنفاسه بحنك وتذكر عندما طلبها سليم للزواج والوعد الذي قطعه على نفسه بالا يتركها وان لا يسمح بالحزن ان يسكن عينيها الجميلتين ولكن أين ذهبت هذه الوعود ضړب بها بعرض الحائط.
لتجد نفسها وسط بستانا من الأزهار البيضاء محاطه بها وكان الأزهار تضمها باوراقها البتول وهي تدور حول نفسها وتبتسم في سعادة رأت فراشة جميلة زاهية الألوان تقزف من زهرة لزهرة سارت خلفها كالمغيبة إلى أن وجدت نفسها خارج بستان الزهور بمكان أخر فسيح ولكن قدميها منغرزة داخل الرمال تطلعت حولها بريبة وتيه لم تجد بستان الأزهار ولم تعد ترأ الفراشة بلا وجدت نفسها وحدها تجوب بعينيها الخائفتين المكان الخاوي وخرج صوتها صارخا تهتف بأسم زوجها.
يبدو أنها رغبته التخلص منها وندم على زواجه منها لذلك تركها كل تلك الليالي الماضية تعاني وحدها لقد خزلها وچرح قلبها عندما تخلى عنها في أشد محڼة تواجهها بينها وبين عدوها فلم يكن عدوها ببشر عادي مثلها وأنما عدوها الحقيقي هو الجان الذي يحاربها من أجل البقاء والخضوع له
رحلت حياة عن المنزل الذي لم تجد داخله الدفء الذي يحتويها لن تجد الأمان بلا وجدت نفسها داخل زنزانة صغيرة والاغلال الحديدية محاطة بقدميها وايديها ملتف حول جسدها تكاد ټخنقها وتزهق روحها عادت الان لامانها الوحيد وسندها في الحياة والدها الذي يتحملها مهما كانت تقلباتها وتغيرات حياتها..
أعطيت الحب بلا مقابل و أنا القلب المليئ بالندوب منحت الدفء بلا حدود وأنا ارتعش من البرد زرعت الطمأنينه في نفوسهم و أنا في قمة إحساسي بالخۏف.
كنت أرصف لهم دروب المحبة و الود وأنا التائه أبحث عن الطريق ..
في كل مرة كنت ابذل شيئا جميلا من نفسي لأحد كأني اقول لها ستعود لك كل الأشياء الجميلة التي منحتها للآخرين .. كنت و كأني أعتذر لها عن بشاعة هذا العالم .. كنت و كأني أقدم لها اعتذارا عن كل السوء الذي صادفته ..
فاقد الشئ يفرغ قلبه بالكامل على طاولة الحياة
و يمنح فوق طاقته لأنه أدري الناس بمرارة فقد هذا الشعور !
ظلت خديجة مستيقظة تنتظر عودة سليم لياتي الآخر مرهقا أشفقت على حالته تلك ولكنها تماسكت لتخرج له ما حدث منه في حق زوجته وكما أنه أهملها أثناء وعكتها الصحية ولم يكن جانبها ليساندها ويشد من أذرها.
قابلته والدته بوجه محتقن وقالت بسخرية مبطنة
حمدلله على السلامه يا سليم باشا
شعر سليم بتغير والدته وحديثها المبطن معه اقترب منها بخطوات قلقه يستشفي ما تقصده
في ايه يا ام سليم
قالت
متابعة القراءة