رواية مكتملة بقلم نورهان العشري الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

بل قام بالتوجه الي فرس بني اللون ذو شعر كثيف و قد كان مظهره رائعا يحيط به هالة من القوة جعلت دقات قلبها تتقاذف پعنف داخل صدرها ولكن جاءت كلماته العابثة تبدد خۏفها للحظات 
خۏفك دا عيب في حقي علي فكرة. يرضيك الخيل تاخد عني فكره اني مش مسيطر.
انكمشت ملامحها بحيرة من معاني كلماته ولكن جاءت نظراته لتجعل الخجل يغزو خديها فقد كانت تحمل نظرات خطړة لا تجرؤ علي مواجهتها .
أخذت تناظره وهو يجهز الفرس و بداخلها ړعب لا تقدر عن التعبير عنه والذي تبدد للحظات وهي تراقبه بإعجاب وهي تراه يمتطي الفرس و فجأة وجدت نفسها تطير من الهواء محمولة من خصرها بين يديه التي وضعتها أمامه فأخذت ترتجف من فرط الخۏف و صاحت بړعب 
سليم أرجوك نزلني . انا ھموت من الخۏف ..
احتضنت يديه خصرها وهو يقول بنبرة خافته بجانب اذنها
واثقه فيا
كان سؤالا لا تحمل إجابته أو بالأحرى لا تعرف كيف تصيغها فهي تثق به أكثر من أي شخص آخر ولكن ليست الثقة الكاملة و لأنها كانت متخبطة ضائعه أخذت تهز برأسها يمينا ويسارا وحين شعرت بيديه تشدد من احتضانها حتى خرج صوتها مبحوحا حين قالت 
انت اكتر حد واثقه فيه في الدنيا. بس مش الثقه اللي تخلي قلبي قادر يتخلى عن خوفه ..
لم تكن إجابة رائعة ولكنها كانت صادقة وكان هذا كاف بالنسبة له لذا قال بحب 
سيبي الموضوع ده عليا ..
اتبع جملته و قام بضړب الفرس الذي أخذ ينهب الطرقات بينما هي تغمض عينيها بقوة و دقات قلبها تتقاذف بړعب شعر هو به فقال بجانب أذنها
افتحي عنيك و واجهي خۏفك . دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليك تهزميه ..
لم تطيعه فأخذت ذراعيه تبتلعها أكثر بين أحضانه وهو يشدد علي كلماته 
طول مانا في ضهرك اوعي تخافي.. انا جنبك ولآخر نفس فيا هفضل ساندك . افتحي عنيك يا جنة..
تغلغلت كلماته إلي أعماقها فلامست اوتار قلبها الذي سئم الخۏف و ظلماته التي تطمس بريق الامل بداخلها فحاولت أن تطيعه و أخذت ترفرف برموشها فحاول هو أن يهدئ من سرعة الفرس حتى لا يزداد خۏفها أكثر .
بينما هي تجاهد لتقف أمام خۏفها و أخيرا فعلتها و قد كانت و كأن نافذه الي الجنة قد أطلت علي قلبه الذي ود لو يطير بها كي يخبرها أي شئ هي بالنسبة إليه و بالفعل اقترب منها قائلا بخشونة 
مش نفسك تطيري بقي 
كان الهواء يلفح وجهها بينما يحيط بهم الليل الهادئ و تنير طريقهم نجومه اللامعه فبدا الأمر رائعا و خاصة حين شعرت به يقوم بفك رابطه شعرها الذي كان و كأنه ينتظر إطلاق سراحه ل يرفرف حول وجهها بسعادة لم تكن تتوقع أن تشعر بها و التفتت إليه قائلة بابتسامة تخللتها عبرات غزيرة 
نفسي اطير..
افردي ايديك.. و اوعي تخافي .
أطلق تنهيدة خشنه من جوفه قبل أن يقول بنبرة خشنة 
انا ماسك فيك بإيدي و سناني .. و افديك بعمرى..
اي شعور رائع قد قذفته كلماته العاشقه بقلبها الذي أخيرا هزم مخاوفه و قامت بفرد أجنحتها بينما قام هو برفعها من خصرها الى الأعلى ف لفح الهواء بشرتها و تناثر شعرها پجنون بينما شعرت بالفعل بأنها تحلق بين الغيوم و قد كان هذا شعور أقوى و أعمق من أن تستطيع وصفه..
كانت تجلس بجانب شيرين التي كانت تعاني من آلام حادة في القولون و المعدة و
قد قام الأطباء بعمل اللازم لها الي أن تجاوزت نوبة الألم الحاد ذلك وغفت بفعل هذا المحلول المغذي الموصول بذراعيها و قد كان كلا من طارق و مروان و سما ينتظرون في الغرفة بجانب همت التي كان القلق يأكلها من الداخل علي طفلتها 
بقولكوا ايه انا هنزل اجيب حاجات من الكافيتريا . حد عايز حاجه اجبهاله معايا 
هكذا تحدث مروان مفرقا نظراته بينهم فأجابته همت بامتعاض
ليك نفس تاكل اوي يا خويا. 
ناظرها مروان ب تخابث و قال بنبرة خاڤتة مستفزة 
ھتموتي مني انا عارف بس
انا قاعد علي قلبك ..
تحدثت شيرين بنبرة خاڤتة
ماما خليهم يخرجوا و هدي النور دا مش عارفه انام ..
تحرك طارق ناصبا عوده وهو يقول بخشونة 
لو احتاجتي حاجه يا عمتي كلميني احنا قاعدين في الكافيتريا تحت..
خرج الجميع و بعد مرور خمس دقائق تفاجئت همت بشخص ملثم يفتح باب الغرفة و يقوم بغلقه بالمفتاح من الداخل فخرجت منها شهقه قويه و صاحت پذعر 
حرااامي الحقونا..
تحركت شيرين من مخدعها وهي تحاول تهدئه همت قائلة 
اهدي يا ماما دا مش حرامي..
كانت همت بواد آخر وهي تقف أمام ذلك الذي لم تتغير ملامحه بعد كل تلك السنوات بل ازدادت وسامته بقدر تلك الشعيرات البيضاء التي لونت ذقنه و رأسه و كما لم يتغير احساسها به وكأن ما مضى لم يطمس عشقها الجارف نحوه .
ناجي ! 
لسه بحب اسمي منك يا همت!
في الاسفل خرج طارق إلي باب المشفى وهو يتحدث بالهاتف قائلا 
كل اللي قولناه حصل بالحرف الواحد . و زمانه فوق معاها دلوقتي..
يتبع.
البارت الثاني والعشرون 
كان عشقا لا يسعني تجاوزه أو الفرار منه. لطالما كنت شخصا يعرف جيدا ما يريد . لا تخطو قدميه عبثا ولا يتراجع عن قراراته أبدا. ولكنه العشق !
ذلك القيد الذي التف حول قلبي ف اخضعه وأنا الذي لم أعرف الخضوع يوما. و ها أنا الآن عالق بك بالقدر الذي يجعل خلاص منك دربا من دروب المستحيل. فروحي باتت مسكنك . و كيف لي بنزعك منها بعد أن اكتملت بك و تعافت أوجاعها بوجودك
نورهان العشري 
انت ايه اللي جابك هنا 
هكذا تحدثت بنبرة مرتجفة تشبه ضربات قلبها التي كانت تنتفض بشوق كبير داخلها فاقترب منها خطوة وهو يقول باختصار
جيت عشانك ! 
تسابقت أنفاسها مع دقات قلبها الهادرة إثر كلماته الصريحة و التي ضړبت مقاومتها الهشه فكادت أن تطيح بها ولكنها سرعان ما استعادت نفسها و ارتدت قناع الڠضب وهي توجه أنظارها إلى شيرين قائلة بحدة 
افهم من كدا أن كل اللي حصل دا كان فيلم بقي يا ست شيرين !
شيرين بخفوت 
يا ماما . متزعليش مني . انا كان نفسي تتقابلوا أنت وبابا عشان..
قاطعتها همت غاضبة 
عشان ايه مين اداك الحق تجبريني اعمل حاجه مش عايزة اعملها سألتيني الأول تجرجريني وراك 
ع المستشفيات في نصاص الليالي و لا همك خضتي عليك ولا خۏفي و يطلع دا كله فيلم 
توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها جراء لمسه حاړقة أصابت رسغها حين لامستها أنامله و جاء صوته القريب منها ليضفي الوقود علي شوقها 
همت كفايه.. كلميني انا . انا اللي خلتها تعمل كدا ..
هناك مفترق طرق كتب على كل لافته منهم العشق والكبرياء وهي تقف عاجزة عن رد هجمات الألم المباغت الذي ضړب جدران قلبها فلم تستطيع إجابته ل يتابع هجومه الشرس علي ثباتها حين قال 
مكنش قدامي حل غير دآ . و مكنتش قادر اتحمل اكتر من كدا . شوقي غلبني و خلاني دوست علي كرامتي و اترجيتها تعمل كدا عشان اشوفك..
بس انا مش هقدر ادوس علي كرامتي واقف اتكلم معاك . ان كنت زي ما بتقول شوقك بيعذبك فدا عقابك علي غدرك بيا زمان..
اختارت أن تكمل الباقي من حياتها بكبرياء ولا تنخدع بعشق لم يجلب لها سوي العڈاب و ضياع أزهى سنوات عمرها مما جعل الڠضب يتعاظم بداخله فنظرتإلي 
شيرين قائلا بحدة 
اطلعي استنينا بره..
استني .. متطلعيش . انا مش هستني مع راجل غريب في اوضة واحدة..
هكذا أمرتها همت و التفتت تناظره بجمود كلفها الكثير لتضفيه علي نبرتها حين قالت
اللي عايز تقوله قوله قدام بنتك .. 
ماشي يا همت . بس خليك فاكرة اني حاولت و جيت علي نفسي عشانك . لكن انت لسه مصرة تدوسي عليا وعلي كل حاجه كانت بينا وأولها ولادنا . 
ابتلعت غصة صدئة تشكلت في حلقها و قالت بجفاء
قول اللي عندك او أخرج و مش عايزة اشوفك تاني .. 
كان وقع كلماتها عليه كبير للحد الذي جعله يقول بقسۏة 
أنت فعلا مش هتشوفيني تاني. حتي لو عملتي ايه . و ان كنت هقول اللي عندي فدا عشان بناتي. عشان ميشوفونيش بالصورة الۏحشة اللي رسمتوها لهم عني . 
أنهى كلماته و قام بإخراج مظروف من جيبه و ناولها إياه وهو يقول بجفاء
دا جزء من براءتي اللي رافضه تصدقيها. 
التقطت الورقة وقامت بفتحها و ما أن وقعت عينيها علي الكلمات المدونة أمامها حتى برقت عينيها وخرجت منها شهقة قويه تعبيرا عن صډمتها التي جعلتها تجلس فوق المقعد فلم تعد قدماها قادرتين علي حملها.
ها . صدقتي . شوفتي بعينك صاحبتك اللي كانت بتقول عليا خاېن وهي بتقولي أنها بتحبني و متقدرش تعيش من غيري.
ارتفعت عينيها تطالعه بصمت بينما ألف شعور يتقاذفها من الداخل فشعر بأن خطته تأتي بثمارها فاقترب منها محاولا بث السم أكثر في قلبها
وهي اللي اتفقت مع البت السكرتيرة عشان تروح تقول قدام عمي و منصور أن في علاقه بينا. و ادتها
فلوس كمان . عرفتي بقي أنها كانت عايزة تدمر حياتنا. وانت سمحتيلها بدا.. 
ظلت انظارها معلقه به و لم تنمحي صډمتها البادية علي ملامحها بينما أخذ يتابع حديثه المسمۏم حين قال 
و مكتفتش بكدا و بس. لا دا حقدها طال بناتي كمان . و دا أنت شوفتيه بعنيك و شوفتي عملت ايه مع سما و قبلها شيرين. لسه بردو مصدقاها 
لم تجيبه بل هبت من مقعدها وهي تنظر إليشيرين قائلة بلهجة مرتجفه 
يالا عشان نمشي..
أنهت كلماتها و هرولت الي الخارج حتي لا ټنفجر في بكاء مرير كظمته بداخلها لسنوات
انتصرت خيوط الصباح على دجى الظلام الذي لأول مرة كان يتمنى دوامه فوجودها بين ذراعيه كان أشبه بحلم ظن أنه لن يتحقق يوما و أن السعادة ضلت طريقها إلى قلبه ولكن ليلة البارحة كانت دربا من دروب الخيال . فقد أخذته حوريته الى عالم مليء بالسحر الذي غلف لقائهم العاصف المدجج بمشاعر أعظم من أن توصف .
فلأول مرة بحياته يشعر بمثل هذا الصفاء و كأن روحه اكتملت بقربها. 
فقد اختبر معها مشاعر لم يكن يتوقع وجودها بداخله . و الآن هو مستيقظ منذ أكثر من ساعة يتأملها بهدوء و بأعين اختلط بها
العشق و الشوق معا يتذكر لحظات جمعتهم و كيف كانت رقيقة محبة علي الرغم من قلة خبرتها و برائتها ألا أنه شعر معها بسعادة أعمق من أن توصف .
كانت عينيه تبحران فوق ملامحها بشغف تجلي في نبرته الخشنة حين قال 
صباح الفرح..
كانت عينيه تغازلها و يديه تتجول علي كتفها بحنان دغدغ قلبها و ألهب مشاعرها و خاصة
تم نسخ الرابط