رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


أن يعجبها... فكانت لهفة قلبه تسبقه لها حتى انه وصل بوقت قياسي.
وتدلي من سيارته بشوق الدنيا أجمع ولكن نظرة سريعة لمحيط المنزل جعلته
يزفر حانقا وهو يلحظ عدم وجود سيارتها ليلعن حظه العسر فكم كان يوم أن يفاجئها ليتناول العلبة ويضعها في شنطة السيارة بالمؤخرة ويغلق عليها على أمل أن يحضرها حين عودتها...ويأخذ باقة الزهور ويلج لداخل المنزل يجد والدته تجلس أمام التلفاز غافية ليطفئه ويجثو على ركبتيه يربت على يدها

ماما ايه اللي منيمك هنا
فاقت ثريا من غفوتها على أثر صوته وقالت بإبتهاج
ايه ده انت جيت امتى يا ابني
لسة واصل وكنت ناوي اعملها مفاجأة بس يظهر انها خرجت صح
اومأت له واخبرته وهي تنظر بساعة يدها تتفقد الوقت
اه يا ابني هي نغم جت اخدتها وقالت أنها هتقضي اليوم معاها و وعدتني انها مش هتأخرها
تنهد هو بضيق وقال وهو يعتدل بجسده
بس يا امي الوقت فعلا اتأخر
طب كلمها واطمن عليها!
زفر بقوة وهو يخرج هاتفه ويطلب رقمها لعدة مرات ولكن لم يأتيه رد ليهدر بقلق عارم وهو يشعر بوخزة غير مبشرة في قلبه
مش بترد
طب كلم نغم ما رقمها معاك...
استجاب لأقتراحها وما أن هاتف نغم اخبرته انها غادرت...ليتملك منه القلق ويظل يدور حول نفسه متوترا حين تحدثت ثريا
اهدى الغايب حجته معاه ...زمانها جاية
لا يعلم لم كان يعتريه شعور غير مريح حيال الأمر حتى انه كان يشعر بوخزة قوية في قلبه تنبأه أنها ليست على ما يرام ولكنه حاول أن ينفض افكاره السوداوية تلك التي تكاد تقتله ړعبة عليها وحاول التحلي بالصبر ولكن اتى رنين هاتفه ليؤكد مخاوفه حين لمح رقم غير مسجل على شاشته ليجيب بترقب
الو...مين
وحين أتاه غمغمات انثوية من الطرف الأخر تقلصت معالم وجهه وهمهم بعدم استيعاب وبنبرة مضطربة تحمل خوف و قلق العالم أجمع
أنت بتقولي ايهمستحيل!
أما عن صاحب القناعات الراسخة كان يجلس بفراشه يثني ذراعه ويسند رأسه عليه وهو شارد يسترجع ما حدث اليوم فلا ينكر أن مجيء نادين إليه فاجأه كثيرا ورغم كونه أنبها پحده ولكنها لم تتعند وجعلته بشكل ما يحترم شجاعتها فالأعتراف بالخطيئة نصف التوبة و حقا اثبتت هي ذلك حين استشعر صدق حديثها وندمها البادي عليها 
فنعم هو ليس بساذج كي تخدعه وله نظرة ثاقبة تميز كينونة الشخص الذي أمامه...فقد زادت قناعاته إيمانا بعد حديثها أن هي و مالكة قلبه ما هم إلا ضحاېا اسرهم و هواجس واهية خاطها الشيطان لهم كي يوقعهم بالمحذور...
ولكن حسنا لا أحد معصوم جميعا يخطئ ولكن دائما مغفرة ورحمة الله اكبر بكثير من فداحة خطيئتنا...
ذلك ما كان يستنتجه عقله ويزحزح به تلك القناعات المسيطرة عليه حين
تعالى رنين هاتفه ليتناوله ويدرك أنها هي فكم كان يود أن يبادر هو بطريقته ولكن هي دائما ما تكون المبادرة من نصيبها ودون تردد وعلى غير عادته بالآونة الأخيرة وجد ذاته يجيبها
الو ميرال...
ليأتيه صوتها المرتعش الذي ذكره باحتياجها له في موقف مشابه
حمود انا محتجالك يا حمود علشان خاطري تعالى...
هب من فراشه بخضة عارمة وتسأل بلهفة
مالك يا ميرال ايه اللي حصل انت كويسة...طب انت فين!
تعالى علشان خاطري هبعتلك Location
لم تضيف اكثر في حين هو ركض مسرعا كي يذهب لها بعدما أتته رسالة بموقعها على ذلك الطريق التي أخبرتها به نادين قبل صړاخها...وها هو وصل لها في وقت قياسي وقد قصت له القليل وقد حاول طمئنتها تزامنا مع وصول يامن الذي هرع لسيارة نادين الخاوية منها و تتوسط ذلك الطريق الموحش صارخا بقلق عارم
نادين...فين...ايه اللي حصل ردي عليا...هي فين
أجابته وهي تتشبث بمقدمة السيارة كي تدعم وقفتها
هي كانت بتكلمني وبعدين قالتلي عربية طارق ماشية ورايا
وأخر حاجة سمعتها كان صريخها...
صړخ يامن بوجهها بهجوم وهو على حافة الجنون وبأعصاب تالفة
طارق مين وبتكلمك بناء على ايه انتوا مقاطعين بعض من شهور...
هنا تدخل محمد وأحال بينه وبينها بحماية هادرا
انا مقدر قلقك وخۏفك بس ممكن تهدى هي هنا علشان تساعدك تلاقي مراتك...
جز يامن على نواجذه يحاول كبح عصبيته والتروي قليلا حين
تلعثمت هي وتشبثت بظهر محمد وقالت أول شيء اتى بخاطرها كي تدافع به عن صديقتها
طارق يبقى زميلنا في الكلية وكان بيحب نادين وبيطاردها بس هي كانت بتصده ...
حديثها نزل عليه كالصاعقة التي لم ترأف بعقله فقد جمدت معالم وجهه وتعالت وتيرة أنفاسه وهو لا يصدق حرف واحد مما تفوهت به حتى انه صړخ مستنكرا وهو يلوح بيده
بتقولي ايه...انت بتخرفي صح...نادين عمرها ما جابتلي سيرته... ليستأنف بثقة اختزلت بالفعل
نادين مش بتخبي عليا حاجة لو زي ما بتقولي كانت قالتلي وحاميتها منه وعرفته قيمته انت اكيد كدابة...
نفت برأسها وأكدت قائلة
انا مش كدابة... ومتأكدة ان طارق ليه يد في اللي حصل لأن هي بنفسها قالتلي عربيته ورايا وبتطاردني وانا قولتها اهربي ومتقفيش بس يظهر أن اللي هي خاڤت منه حصل
كرر كلماتها بشدوه
حصل...وكانت خاېفة منه... أنا مش مستوعب وحاسس إني في كابوس...لتغيم عينه
 

تم نسخ الرابط