رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


وهو يرمق تلك التي تسقط في سبات عميق 
بقت أحسن
أومأت ثريا وأخبرته بصوت خفيض كي لا تقلقها 
السخونية نزلت شوية الحمد لله بس كان نفسي أأكلها حاجة تسند قلبها وهي يا حبة قلبي غرقانة في النوم ومش هاين عليا اقلق منامها واصحيها
هز رأسه بتفهم وقال 
إن شاء هتبقى احسن لما تصحى ويقول بنبرة رغم ثباتها إلا ان ثريا تيقنت ما يغوص بها من قلق يحاول أن يخفيه 

تقدري تروحي ترتاحي يا ماما انا هقعد جنبها
كانت تعلم أن ابنها يجاهد ذاته من أجل تلك الغافية ولذلك لم تعترض بل وافقت قائلة 
ماشي يا حبيبي ولو احتجت حاجة نادي عليا
ابتسم بسمة عابرة وأومأ لها لتتركه والدته و يجلس هو على المقعد بجانب فراشها ينظر لها أثناء نومها بنظرات عميقة وبتنهيدات حاړقة يستغرب تلك البراءة التي تشع من ملامحها الآن وتنافي أفعالها فمن يراها بتلك الهيئة الملائكية ينخدع بها مثله تماما.
وأثناء شروده ومداهمة أفكاره تململت هي بوهن وسعلت عدة مرات قائلة بضعف 
عطشانة
هب واقفا وملأ كوب من الدورق الذي يعتلي الكومود وناولها إياه
 خليك جنبي
تجمدت نظراته من طلبها ورد بنبرة هادئة نسبيا خالية من أي لين وهو يظن أنها حيلة آخرى من حيلها الملتوية للتأثير عليه غافل كون أحتياجها صادق غير مصتنع 
ارتاحي يا نادين أنت تعبانة ومش في وعيك
لم تستوعب حديثه وكانها بعالم آخر ولم تعي لشيء سوى قربه فقد رفعت نظراتها المسبلة الواهنة التي بالكاد تفتح وأخذت تنظر له بطريقة جعلته يلعن تحت انفاسه المضطربة فهو يعلم أنها ستلقي بثباته عرض الحائط وخاصة أن ذلك الخائڼ بين أضلعه مازال يتأثر بها و يطعن به من أجلها فحقا كان الوضع مربك وخاصة عندما صدر منها تلك الهمهمات الخاڤتة التي تتوسله بها و وخزت قلبه فنعم يعشقها بل مهوس بها رغم بشاعة افعالها ولكن عزة نفسه وكبريائه كرجل أقوى من رغبته ومن ارادة ذلك اللعېن الذي يود أن يتبرأ منه لذلك دفعها عنه برفق وقال بنبرة ثابتة جاهد كي يتقنها 
مش عايز... 
كانت هي رغم وهنها وكونها ليست بكامل وعيها إلا أنها أصرت عليه وترجته بضعف من جديد وكأنها كغريق يتعلق ب طوق نجاة 
خليك علشان خاطري
تعلقت بنيتاه الثائرة بعيناها وهو يقسم انه لن ينخدع مرة أخرى وحاول بكل ما اوتي من قوة ان لا يضعف ويظل يقاوم تأثيرها عليه ولكن تفاقم الأمر وزاده ارتباك حين همست بأسمه بتلك الطريقة التي تعبث بثباته بعدما مدت يدها 
يامن ....خليك
تثاقلت أنفاسه وطلب منها بإضطراب وهو يحل يدها قبل أن يفقد سيطرته 
نادين...انت مش في وعيك
لم تستوعب حديثه وكأنها بعالم آخر بين الوعي ولا وعي فقد مالت أكثر 
متسبنيش انا محتجاك

بتعملي فيا كده ليه حرام عليك
لم يصدر منها شيء مما جعله يتفهم ما أصابها 
صباح يوم جديد داخل الحرم الجامعي
كانت تخطو بخطى واسعة نحو كافتيريا الجامعة كي تجلب أي شيء يساعدها على التركيز في بادئ ذلك اليوم العصيب المليء بالمحاضرات ولكن اوقفها صوته  
أنسة نغم 
توقفت ترمقه بنفور ظهر بين على ملامحها وهدرت بجدية شديدة  
أفندم
تحمحم طارق بحرج من جديتها الزائدة وسألها  
كنت هسألك على نادو أصل من فترة حصل مشكلة وكلنا قلقانين عليها
جعدت ما بين حاجبيها وهي تضم كتبها واستفسرت بقلق 
مشكلة ايه 
طب ممكن نقعد واحكيلك اللي حصل
أسفة مش بقعد مع حد اتكلم وخلصني
أخبرها طارق بما حدث ولكن بالطبع أخفى الجزء الذي يخصه فمنذ ما حدث وهو يكاد يجن و يحاول التواصل مع نادين بشتى الطرق لكن بلا جدوى حتى انه توصل به الحال إن يمكث أمام منزلها لعله يلمحها فقط ولكن كافة محاولاته باءت بالفشل
وكونه يعلم أن جميع أفراد شلتهم لا أحد يكترث لها ولا يجرؤ للذهاب لمنزلها خوفا من ردة فعل ذلك الغبي ولذلك لم يكن أمامه غير الشيخة نغم كما يطلقون عليها 
هتساعديني نطمن عليها
نظرت له شذرا من أعلاه لأخمص قدمه وقالت بجدية شديدة  
أكيد أنتو اللي اقنعتوها تخرج معاكم وبسببكم حصل كل ده
نفى برأسه قائلا 
لأ...أنت فاهمة غلط
قاطعته هي بنبرة آمرة وهي ترفع سبابتها بتحذير 
مش عايزة اسمع حاجة وابعدوا عنها نادين مش شبهكم ...وانت بالذات ملكش دعوة بيها نادين مكتوب كتبها وجوزها بيحبها وصدقني كل اللي بتعمله ده مفيش منه فايدة
هز رأسه يسايرها وهو يدعي البراءة  
صدقيني مفيش حاجة بيني وبينها بس هي زميلتنا
 

تم نسخ الرابط