رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
المحتويات
الطبيبة رأسها وقالت مطمئنة
خير يا حجة نادي ابنك علشان يشوف ولاده
توقفت ثريا عند أخر كلمة وتسائلت غير مصدقة
ولاده ازاي يعني
المدام حامل في توأم يا حجة الظاهر قدامي كيسين حمل مبروك
تهللت اسارير ثريا وقالت بفرحة عارمة وهي تربت على كتف نادين التي كانت مصډومة وغير مصدقة
يا ألف نهار ابيض يألف نهار مبروك الحمد والشكر لله ربنا يقومك بالسلامة يا بنتي ويجعلهم بارين بيك وبأبوهم
ليبتسم بأتساع حتى كادت البسمة تشق وجهه وهو يرى انعاكسهم المموه على شاشة لتقول الطبيبة وهي تجفف الچل الداعم عن بطنها بأحد المناديل الورقية
مبروك يا استاذ يتربوا في عزك
وقف مشدوه لا يعلم ماذا يفعل وكأن عقله شل من المفاجاءة ثم حين نهضت هي قام بجذبها قائلا بسعادة متناهية
بجد مبسوط يا يامن
اجابها وهو يفصل عناقها ويطالعها بذات النظرات التي تفيض فيض بمكنون قلبه الذي لطالما كان مولع بها
مبسوط ايه انا طاير من فرحتي بيك وبيهم
ربنا يخليك لينا يا حبيبي
ويخليك ليا يا قلب وروح يامن
تحمحمت الطبيبة كي تقاطعهم
طيب يا مدام نادين هكتبلك على ڤيتامينات وشوية تحاليل تعمليها واسبوعين وهشوفك تاني علشان اقولك على جنسم
ربنا يكرمك ويريح قلبك يا دكتورة زي ما فرحتينا
ابتسمت الطبيبة ممتنة لدعواتها بينما هو احتضن يدها وسار بها وهو يشعر أنه امتلك العالم واكتملت كافة امانيه بفضلها.
كانت تود أن تأخذ وقتها ولذلك جعلته ينتظر قليلا فقد أدلت بموافقتها بالفعل من قبل وتم عقد قرانهم اخيرا بعد شهرين من زفاف اخيها وبعد احتفال بسيط ضم الأصدقاء والاقربون اصطحبها هي وبناتهم إلى أحد القرى الساحلية كي يقضوا بها شهر العسل وبعد أن اطمأنوا على بناتهم برفقة دادة محبة التي أصر هو أن يصطحبها كي تقوم برعايتهم خصيصا فقد سار برفقتها إلى ذلك الجناح الفخم الذي قام بحجزه مخصوص لها بأحد الفنادق السياحية الفاخرة.
مټخافيش مني يا شهد
تلعثمت وتوترت وهي تحاول تنظيم انفاسها
مش خاېفة بس يعني متوترة شوية
التوتر هيضيع متقلقيش وبكرة تاخدي عليا
هزت رأسها تؤيده ليستأنف وهو يدير جسدها كي تواجهه
طيب ممكن تقلعي
نعم!
تدارك خوفا من زمام لسانها
مش قصدي اللي فهمتيه قصدي الحجاب يا شهد
تنهدت براحة متراجعة وهزت رأسها بطاعة وماإن مدت اناملها كي تنزع دبوس حجابها جذبه هو برفق من على رأسها لينسدل ليل خصلاتها بانسيابية على وجهها ويعيق رؤيتها تنهد هو تنهيدة مسهدة وأخذ يطالعها بنظرات متمعنة جعلتها تطرق برأسها وهي تشعر أنها قاب قوسين او ادنى أن تفقد وعيها من شدة خجلها مد انامله يرفع ذقنها ثم أمرها بنبرة حنونة
اسكرها بحديثه وشعرت أن الأرض تميد بها حين رفعت عيناها ليتنهد و يضيف هو
انت جميلة اوي يا شهد
قالها وهو يرجع خصلاتها الحريرية كي يتمكن من رؤية وجهها الذي اشټعل من شدة الخجل ليتنهد مرة أخرى ولكن تلك المرة مسهدا ويهمس وهو يرفع خصلة من شعرها يشتمها بنظرات راغبة
اتمنيت اشمه اوي واعرف ملمسه
ابتلعت ريقها وحاولت أن تتراجع بخطواتها ولكنه جذبها من خصرها يقربها منه ثم حذرها قائلا
اوعي تبعدي عني وتغربيني تاني أنا معاك بحس أني كنت في غربة ولقيت الأمان والراحة والدفى اللي مبتتحسش غير الوطن وأنت وطني اللي كنت متغرب عنه يا شهد
تعالت وتيرة انفاسها وتلجم لسانها وكاد توترها أن يقضي عليها
مر أكثر من شهرين عليها وقد حرصت خلالهم أن تواظب مع طبيب نفسي كي يساعدها على ترميم ذاتها ويصالحها عليها مثلما اقترح نضال لا تنكر أن قرارها في اللجوء للاستشاري النفسي اتى متأخر ولكن منذ ذلك اليوم التي تحدث معها في المشفى وصرح لها وشيء يثقل قلبها ويشتت عقلها و رغم ذلك كان حديثه حافز لها فنعم قد ادركت انه محق هي بحاجة أن تتصالح مع ذاتها اولا حتى لا ټأذي من حولها مثلها وبالفعل تشعر الآن أن السلام سكن دواخلها فلم تعد تشعر بالسوء من حسن بل ايقنت أن ما فعله لم يكن إلا بسبب خضوعها وضعفها والسماح له باستغلال نقاط ضعفها مما اعدم ثقتها بنفسها وتلك كانت علتها التي تخطتها وتعافت منها فلم تعد تلك الضعيفة التي يستطيع الاستخفاف بها فقد ساندته بمحنته وتكفلت بكل شيء في سبيل ابنائها فلم يهن عليها أن تقف مكتوفة الأيدي وتتركه يخسر كل شيء و رغم إلحاحه عليها الذي لم ينفك عنه إلا أنها لم تود أن تكرر المحاولة وكيف تفعل وتعيش تحت سطوته من جديد وهي تستمتع
متابعة القراءة