رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


انت عارفة طليقك اكتر مني وعارفة بسأل ليه
تنهدت بتثاقل وتفهمت سبب قلقه فكيف لا يفعل وهو أول من شهد على انكسارها لذلك أجابته ببسمة باهتة
متقلقش محصلش حاجة انا بقيت بعرف اتعامل معاه و اوقفه عند حده ...وعلى فكرة بعتذر عن اللي قاله
تنفس براحة وهدأ وجيب قلبه وهدر بتفهم يدهشها في كل مرة
متعتذريش انت ذنبك ايه...هو انا كان ممكن اتفهم موقفه واتعاطف كمان معاه بس رد فعله واتهامه صدمني

هزت رأسها بأسف وقالت ببسمة ممزقة تعتلي ثغرها
حسن طول عمره مندفع تخيل وصل بيه انه فاكر أن في حاجة بينا...لتهز رأسها ساخرة وتضيف
غبي...
جمدت نظراته عليها لثوان يحاول أن يستنبط أي شيء من معالم وجهه ولكنه لم يجد غير بسمة ساخرة تدل على استبعادها للأمر...ليتنهد محبطا فيبدو أن تلك الأمنية البعيدة سيستحيل تحقيقها...فقد صب كافة تركيزه من جديد على الطريق وظلت العديد من الأفكار تعصف به لحين اجفلته هي و شهقت متفاجئة بعدما لاحظت ذلك الحشد من السيارات في الجهة الأخرى من الطريق
يا خبر ده في حاډثة يبقى علشان كده أوبر اتأخر
ابتسم بهدوء رغم ضجيج رأسه
حظك حلو إنك ركبتي معايا كان زمانك واقفة مستنية
هزت رأسها تؤيد حديثه ثم قالت بعرفان شديد صدر منها بكل عفوية
انت ابن حلال يا دكتور وديما بتظهر في وقتك
تهللت اساريره من مدحها وتسائل بحاجب مرفوع مترقبا
طب دي حاجة كويسة مش كده!
اجابته دون ذرة تفكير واحدة
اكيد طبعا بصراحة مواقفك معايا كلها جدعة اوي ولما بفتكر إني كنت قليلة الذوق معاك ببقى مضايقة جدا..
مط فمه يدعي الأسف دون أن ينظر لها
بصراحة اه انت كنت قليلة الذوق اوي
لمحها من طرف عينه ترشقه بنظرة حانقة جعلته ينفجر ضاحكا ويلاحق الأمر قبل تثور وتعود لهجومها
اه بس خلاص انا نسيت علشان قلبي ابيض وسامحتك وكمان قبلت بمعاهدة السلام
شبح بسمة عابرة نمت على ثغرها من طريقته التي لم تعد ثير حنقها كالسابق بل بالعكس بدأت ان تعتادها وتجعل البسمة تتسلل لثغرها... لتتنهد ثم تقترح بعملية كي تغير سير الحديث
طب بمناسبة معاهدة السلام فكرتني ايه رأيك تطلع معايا الشركة علشان تشوف المخطط مرة تانية علشان لو محتاج تعديل قبل ما اشتغل
انكمشت معالمه بأسف وهو يجيبها
مش هينفع عندي عمليه كمان ساعة ولازم اكون في المستشفى قبلها...وبعدين ملوش لزوم يا بشمهندسة انا بثق في ذوقك وعارف ومتأكد انك هتبهريني
ثقته بها وبعملها راقتها كثيرا ودفعت بسمة واثقة تتسلل لثغرها وجعلتها تتحفز كي تبذل أفضل ما عندها. 
بينما هو فكان يحاول أن يتروى ولا يتسرع كي لا يفسد الأمر و بينه وبين ذاته يقاوم ذلك الشعور القديم الذي طالما راوده نحوها وجاهد كي يتستر عليه للآن.
وقفوا جميعهم أمام الحائل الزجاجي يطالعون الطبيب المنتدب أثناء معاينته له بعد تلك الجراحة الحرجة التي خضع لها.
وها هي ثريا تهرول إليه ما أن خرج من غرفة العناية متلهفة 
طمني الله يخليك يا دكتور 
تنهد الطبيب قائلا
ابنك حظه حلو يا ست ثريا 
الړصاصة كانت قريبة جدا من قلبه بس بفضل ربنا نجا
الحمد والشكر لله 
يعني هيفوق وهيبقى كويس
إن شاء الله... هو هيفضل تحت الملاحظة لأن حالته لسه مش مستقرة ادعيله وخلي املك في ربنا كبير
هزت رأسها بحزن العالم أجمع وبقلب منفطر على فلذة قلبها 
ثم سارت إلى أقرب مقعد تبتهل لله راجية
يارب متحرقش قلبي عليه ومتحرمنيش منه يارب ياشافي يامعافي اشفي ابني وارفع عنه اللهم
اني استودعتك عافيته فعافيه واعفو عنه واحرسه بعينك اللي لا بتغفل ولا بتنام.
بينما هو كان يقف بجوار نادين يرتكز على الحائل الزجاجي بجبهته يطالع حالة ابن خالته بملامح متهدلة من شدة حزنه عليه حتى انه لم يستطيع تماسك اعصابه و صړخ بها يسخر من بكائها التي صمت أذنه به منذ لحظة حضوره
ليك عين ټعيطي وانت السبب... صحيح تقتلي القتيل وتمشي في جنازته
تقلصت معالم وجهها من هجومه الضاري عليها وغمغمت بخزي من بين دمعاتها
أنا عمري ما اتمنيت أذيته يا حسن
صدر من فمه ذلك الصوت المستخف الذي يشتهر به وعقب متهكما
ده بأمارة ايه إن شاء الله ده انت عمرك ما ريحتيه وطول عمره غرقان في مصايبك وأدي اخرتها راقد بين الحيا والمۏت بسبب غبائك
تعالت وتيرة بكائها وتوسلته وهي تخفي وجهها بكفوف
 

تم نسخ الرابط