رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


لم تكف عن التفكير بردة فعله وهجومه وتحامله عليها وكأنها مذنبة وأرتكبت خطيئة فادحة بحملها منه تنهدت بعمق وتسألت بداخل عقلها لم يا ترى لم يهتم ولا يشغل تفكيره قط بها في حين هو وأطفاله شغلها الشاغل بتلك الحياة و كيف استطاع أن يتركها للآن دون حتى ان يكلف خاطره ويعتذر منها او حتى يطيب خاطرها فمنذ علمه بخبر حملها بالأمس وهو ينفرد بذاته بغرفة مكتبه ولم يتفوه معها ببنت شفة تقسم انها تكاد تجن من تصرفاته ولكن كيف الخلاص من لين قلبها

وعند تلك الفكرة تعالى رنين هاتفها لتتناوله وتجيب برتابة دون أن تلقى بال أن تطلع على رقم المتصل
الو
اتاها صوت أنثوي من الطرف الأخر
رهف وحشيني اوي
تهللت أساريرها و هتفت بسعادة تخالف حالتها السابقة بعدما تيقنت أنه صوت ابنة عمها الراحل التي تربت ببيته
سعاد انت كمان وحشتيني
لتعاتبها سعاد من الجانب الأخر
لو كنت وحشتك كنت كلمتيني ده انا اللي كل مرة بكلمك
تنهدت في ضيق فهي تعلم كونها مقصرة للغاية بالسؤال ولكن ماذا تفعل وزوجها واطفالها اصبحوا شغلها الشاغل واصبحت تكرس حياتها لهم بكل طواعية
حقك عليا والله الولاد وحسن واخدين عقلي ومخلينى مش مركزة في حاجة ابدا
ولايهمك على العموم انا في مصر نزلت اجازة انا و الولاد وهنشبع من بعض
أبتسمت بإتساع وهللت بسعادة
بجد فرحت اوي انا بجد مفتقداك جدا يا سعاد والأجازة دي جات في وقتها هو انت في البيت القديم
اه هناك هستناك انت والولاد
تمام هقول ل حسن وهاجي على طول
اغلقت معها وهي تشعر بسعادة عارمة فطالما كانت سعاد أبنة عمها أقرب شخص لها قبل مغادرتها للبلاد وكم هي سعيدة الأن بعودتها حتى انها شعرت بالحماس من جديد وانهت إعداد الطعام في وقت قياسي وعندما ترجته ان يذهب معها رفض بشدة وثار غضبه عليها متحجج أن أمر هام بالعمل يشغل تفكيره ويود اتخاذ قرار متأني به ولذلك اضطرت ان تذهب وتصطحب أطفالها معها غافلة ان القرار المنتظر ذلك سيقلب كافة موازين حياتها ولكن دعونا نتأمل انها ستصبح في نصابها الصحيح
عادت للمنزل ولكن وهي ساهمة لم تتفوه بشيء طوال طريق فبعد الحديث الذي دار بينهم لا تعرف ما اصابها ولم شعرت بتلك الوخزة الغريبة بقلبها كل ماتعلمه أنها ستموت قهرا إن كان ما تشعر به بمحله قطع شرودها صوت عبد الرحيم قائلا أثناء جلوسهم أربعتهم يتناولون الطعام
نفسك في الوكل زين يا بت غالية
ابتسمت بسمة مجاملة وركزت نظراتها بداخل صحنها دون أن تعقب ليتناوب عبد الرحيم النظرات بينهم و يتسأل بمكر وهو يلوك ما بفمه
واه كنكم واكلين بلم إياك ...اوعاك تكون مزعل مرتك
تحمحم هو وخرج عن صمته وقال بثبات وببسمة بالكاد وهو ينظر لها
حد يزعل روحه يا حج
سايرته هي وبرد فعل سريع منها تمسكت بذراعه وقالت ببسمةعابرة
لأ يا خالي احنا كويسين ويامن مش مزعلني ولا حاجة بس انا مجهدة شوية
نظر ليدها التي علي ذراعه ونظر لها نظرة غامضة لم تستشف منها شيء ولكنها أجلت تفسيرها ورسمت بسمة واسعة على ثغرها كي يكتمل المشهد أمام خالها الذي لم ينطلي عليه الأمر وضيق عينه متسائل بفضول دون أي لباقة
اوعاك تكون حبلة يا بت غاليةو تورطي حالك
نفت برأسها مستنكرة قوله ليتابع هو بعجرفة
براوة عليك اوعاك تغلطي دلوقت أصبري لما حقك يرجعلك وتخلصي علامك
إلى هنا وكفى حقا نفذت طاقته من ذلك الرجل المتعجرف الذي لايفقه شيء في لباقة الحديث ولا الذوق العام ففي كل زيارة له يتعمد ان يرمي الحديث كي يثير غضبه ويجعله يخرج عن طوره وحقا الآن نجح بذلك فقد ترك الشوكة من يده محدث صوت مزعج وهدر بحدة وبملامح متهجمة للغاية
اظن دي حاجة تخصني انا ومراتي ومحدش ليه انه يتدخل فيها وأسف جدا لحضرتك بس لهنا وكفاية انا عارف طريقتك وعارف بتحاول توصل لأيه فمتحاولش احنا مرتاحين كده ومتقلقش حقها هيرجعلها انا لايمكن اقبل جنيه واحد مش من حقي
احتدت نظرات عبد الرحيم من حدة الآخر وتعمده لإحراجه وكم اراد ان يستغل الموقف لصالحه ولكن هو ليس بهذا الغباء كي ېخرب كل شيء الآن ليتصنع الحرج ويبرر ببراءة كاذبة
واه انا مش بخونك وخابر ان حجها هيرچع أنا بس بوعيها البت صغار ومتعرفش مصلحتها
حانت منه بسمة ساخرة على نواياه الخبيثة التي تفوح من حديثه وقال بنبرة متهكمة قبل أن يغادر طاولة الطعام ويتوجه لغرفته
لأ واضح اوي خۏفك على مصلحتها عن اذنكم شبعت و هدخل انام
ليرسل لها نظرة صارمة ويخبرها بنبرة آمرة
خلصي أكل وحصليني
ابتلعت غصة بحلقها و اومأت له بطاعة وحين دلف لغرفته حاولت ان تلطف الأجواء وتلاحق الموقف بذكاء
اطمن يا خالي انا مش صغيرة وكلها كام يوم وهكمل الواحد وعشرين ومتقلقش انا عارفة مصلحتي كويس ومش مركزة غير في دراستي ويامن عمره ما حاول يضغط عليا
تابعت
 

تم نسخ الرابط