رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


اللي تحت ده
قال آخر جملة بنبرة محذرة يقصد ارهابها وكسر عنادها بها كما السابق فيبدو انه ادرك أن تلك الطريقة الوحيدة التي تجدي نفع معها فمنذ حديثها اللاذع له بالأمس وهو يتعمد أن يتركها لهواجس عقلها حتى انه امتنع عن السؤال عنها ليشتت افكارها ولكن لم يستطيع الصمود أكثر فكيف لعاشق مثله التغاضي عن انين قلبه الممتلئ بها فقد تركها تتأكل نفسها وخرج من باب الغرفة لتتناول هي أحد الوسائد وتقذفها خلفه ثم تصرخ صرخات متقطعة من شدة غيظها و تشعر بالمهانة من طريقته في الضغط عليها فكانت تمرر يدها بخصلاتها وكأنها على حافة الجنون ولم يكن أمامها إلا ان تهاتف ثريا تستشيرها وبالفعل قامت بفتح هاتفها وطلبت رقمها لترد ثريا متلهفة

كده يا بنتي قلقتيني عليك أنت كويسة 
نفت برأسها وهي تعدل من وضع هاتفها على اذنها وتجلس على طرف الفراش قائلة
مش كويسة يا ماما
اهدي وفهميني ايه اللي حصل
لتقص عليها كل ما حدث فلم يكن من ثريا غير أن تؤنبها وتواجهها بخطئها وتوبخها على ردود أفعالها و كأي أم تريد الصالح لابنائها حاولت أن تكون على حياد وقد أخبرتها أنه لم يفعل ما فعله سوى كونه يحبها ومازال متمسك بها ولابد أن تقدر انه تغاضى عن سوء
افعالها وقد طمئنتها ايضا أنها ستظل تساندها عند عودتها وقد أقنعتها أن تنصاع له . وبالفعل اقتنعت بحديثها وكأنها لم تكن تتوق للعودة من ذاتها وتتحجج بعنادها.
روح اطلبها منه ومتضيعش وقت
قالتها شهد كي تحفزه بينما هو اجابها بعقلانية شديدة
مينفعش يا شهد الراجل يقول ايه بستغل الموقف لصالحي...
اعترضت شهد
وفيها ايه ما انت انقذت حياته ورجعتله بنته وكشفت ألاعيب الصفرا مراته ده المفروض يديهالك وهو مغمض ومفروض يكون اتأكد أنك أمين عليها
شهد بلاش نسبق الأحداث انا هستنى شوية تكون الأمور هدت وهبقى اروح اتقدملها تاني 
لوحت شهد برأسها وأخذت تتمتم حانقة
خليك كده ماشي بدماغك لغاية ما هتلاقي البت تروح منك
شهد وبعدين بطلي برطمة وروحي حضري الغدا
تأففت هي بغيظ تقلد طريقته لتحين منه بسمة عابرة ويضرب كف على أخر قائلا
والنعمة مچنونة
طرقات على الباب جعلتها تعود له قائلة وهي  بجسدها
والنعمة بكرة افكرك و ابقى قول شهد البركة قالت
طب خشي جوة يا بركة علشان افتح الباب بدل ما هعلقك زي بنتك
إنصاعت له وظلت تبرطم غير عابئة بتحذيره ليتقدم هو ويفتح باب الشقة ليجد مالكة قلبه أمامه تبتسم بسمة واسعة وتهمس وفيروز عيناها يتوهج بعشقه
وحشتني يا حمود 
ميرال بتعملي ايه هنا وليه سبتي ابوك
لملمت خصلاتها وقالت له بعفوية كعادتها كي تفحمه
لأ ما انا جبته معايا هو وابيه كاظم
معاك فين! وكاظم مين
اتسعت بسمتها واشارت بيدها نحو الدرج ليجد ابيها يصعد وبرفقته رجل اربعيني وقور للغاية يسنده تحمحم يجلي صوته وتساءل بنظراته لتؤشر له أن يصبر في حين رحب هو بإرتباك شديد من موقعه
اهلا يا فاضل بيه اتفضل
اشرأبت شهد برأسها من الباب وقالت بصوت خاڤت لم يصل إلا ل محمد
يالهوي ايه اللي جاب ابوها ومين اللي معاه ده
نكزها محمد كي تفوت للداخل وأمرها بصرامة
ادخلي حطي حاجة على شعرك و متفتحيش بوقك بكلمة انت فاهمة
هزت شهد رأسها وانصاعت له وحين وصلوا امام باب الشقة رحب محمد بهم من جديد ودعاهم ليدخلوا ويجلسوا في غرفة الصالون المتواضعة تناوب النظرات بينهم وهو يتوق لأن يشرع أي منهم في الحديث ليتحمحم فاضل اخيرا قائلا
أنا عارف انك مستغرب زيارتي
اجابه محمد بإرتباك
بصراحة اه اتفاجئت بيها
لينطق ذلك الشخص الاربعيني الذي برفقة فاضل
احنا جينا نشكرك على اللي عملته يا محمد وبصراحة انا عاجز عن شكرك
ربت فاضل على ساقه ثم استأنف بعده وهو يرى الفضول يقذف من عينه
ده كاظم ابن اخويا كان عايش برة بقاله سنين ولما سمع اللي حصل نزل هو وبنته علشان يطمن عليا واصر أنه يجي يشكرك بنفسه
تهللت أسارير محمد واجابه برزانة
انا معملتش غير الواجب يا فاضل بيه والحمد لله ربنا ستر وجت سليمة
تحسس فاضل ضمادته التي تكسو مؤخرة رأسه وقال
مش سليمة اوي يا ابني بس الحمد لله
وهنا قهقه الجميع تزامنا مع دخول شهد التي ارتدت اسدالها المزركش و وضعت طرحته على شعرها كي تخفيه كما أمرها حاملة بيدها صنية محملة بأكواب العصير ترحيبا بهم
قضى اخف من قضى والله انتو نورتونا وشرفتونا
لتضع ما بيدها وتجذب ميرال قائلة بود حقيقي ادهش فاضل ومن معه
وحشتيني يا ميرال و وحشني الرغي معاك والله كنت هتجن عليك وعمالة اقوله روح لابوها بس هو دماغه ناشفة و...
شهد
كادت أن تسترسل بإندفاع كعادتها لولا أنه زعق بأسمها و
زجرها كي لا تتمادى في الحديث لتهز رأسها بقوة وتقول بتلقائية كعادتها دون أن ذرة لؤم واحدة
يوه يقطعني يا خويا والنعمة نسيت انك موصيني مفتحش بوقي
افصلي وتعالي اقعدي 
قال بارتباك شهد اختي يا فاضل بيه معلش هي عشارية اوي وبتاخد على الناس بسرعة
اه والله
يوه والنعمة ما قولت حاجة أنت بتغمزني
 

تم نسخ الرابط